التعليم في مخيّمات النزوح الدّاخلي (شمال شرقي سوريا)

التعليم في مخيّمات النزوح الدّاخلي (شمال شرقي سوريا)

مركز آسو للدراسات

خلال سنواتِ الحربِ الأخيرة في سوريا، شهِدَ قطّاع التّعليم على امتداد الجغرافية السّوريِّة تدهوراً وتراجعاً ملحوظاً، إثر المعارك العسكريِّة الّتي دارت في المُدن، وتغيّر مناطق السيطرة المستمر بين مُختلف الأطراف العسكريِّة في سوريا والّتي فرضت مناهجها التّعليميِّة البديلة عن المناهج التّابعة لوزارة التّربية في حكومة النظام السّوريِّ، فضلاً عن المعارك العنيفة والقصف المكثّف على المدارس والمراكز التّعليميّة في مناطق النزاع، وتحوّل المدارس في مناطق الاستقرار إلى أماكن إيواء للنازحين والمهجّرين من مناطقهم.

حسب تقديرات منظمة اليونيسف يبلغ عدد الأطفال السوريين غير المسجلين في المدارس في سوريا ودول الجوار حوالي 2.8 مليون طفل. هؤلاء الأطفال فقدوا مدارسهم ومراكزهم التعليميّة، وفقدوا إمكانيِّة الحصول على التّعليم جراء الحرب وتدمير البُنى التحتيّة التعليميّة، وانتقالهم من مناطقهم إلى مناطق نزوحهم، الّتي كانت جزء كبير منها مخيّمات للنزوح في الداخل السّوريّ، والّتي تفتقد لأدنى المقومات والإمكانيات الّتي يُمكن أن تُتيح التعليم والتّعلُم فيها.

بالمستوى ذاته، بعد أن بدأت الهجمات التركيِّة الهادفة إلى التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي على المدن والبلدات الكرديِّة السّوريِّة، تعرّض عشرات آلاف الأطفال مع عوائلهم للتّهجير، وانتقلوا للسكن في مخيّمات للنزوح تفتقد لأدنى مقوّمات العيش الكريم في مناطق سيطرة الإدارة الذّاتيِّة.

فقد أدى الهجوم التركي والفصائل الموالية لأنقرة على مدينتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض إلى نزوح ما يقارب 300 ألف مدني ، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتم توزيع النازحين على مراكز استقبال مؤقتة في المدارس والمباني الحكومية، ليتم فيما بعد توزيعهم على مخيمات أعدت خصيصاً لهم بهدف إفراغ مراكز الإيواء المؤقتة، حيث تم إنشاء مخيم "واشوكاني" في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٩ بالقرب من بلدة توينة بريف الحسكة، ومن ثم تم إنشاء مخيم " سري كانيه" في آب/أغسطس 2020، تمهيداً للعام الدراسي الجديد بحسب تصريحات للإدارة الذاتية حينها .

عملية النزوح وعدم قدرة المدنيين على العودة إلى قراهم ومدنهم بسبب الانتهاكات الجسيمة لمسلحي المعارضة السورية بحقهم ، أدت إلى تعطل العملية التعليمية. وانقطع عن الدراسة ما يقارب الـ 23ألف طالبا وطالبة، كانوا مسجلين لدى هيئة التربية في الإدارة الذاتية في رأس العين و تل أبيض قبل الاحتلال، ورغم محاولات الإدارة الذاتية لعودة التلاميذ إلى المدارس إلا أن أعداداً قليلة استطاعت الالتحاق بالمدارس التي افتتحت بشكل بدائي، نظراً لقلة الدعم والإمكانيات المتوفرة، وعدم تبني المنظمات الإنسانية ذات الشأن لمشاريع تخص القطاع التعليمي في المخيمين.

لقراءة التّقرير كاملاً، من خلال الضغط على علامة التحميل:


 Download