حوار مع البروفيسورة ريم شطيح

حوار مع البروفيسورة ريم شطيح

كورال نوري


ريم شطيح هي كاتبة سورية مهتمة بقضايا المرأة . تعمل البروفيسورة ريم كأستاذة لعلم النفس في جامعة اوهايو الامريكية، وهي مغتربة في أمريكا منذ 23 سنة. نشرت الكثير من المقالات السياسية والاجتماعية والنفسية. كما شاركت في العديد من المؤتمرات النسوية وحصلت على جوائز عدة. ارتئينا اجراء هذا الحوار لنناقش معها واقع المرأة في منطقة الشرق الاوسط وما تعانيه جراء الطبيعة الذكورية للنظام الاجتماعي. واسباب تراجع الخطاب النسوي بعد أعوام من النضال المستمر، كما سلطنا الضوء على دور القوى الدينية الراديكالية وتأثيرها على حقوق المرأة، وكذلك تطرقنا لكيفية النهوض بواقع المرأة في مجتمعاتنا:
كورال /
التجربة النسوية في كردستان العراق نشطة منذ سنوات، غير أنها لم تحقق انجازات ملموسة على مستوى الأفكار الاجتماعية والموقف من العدالة الاجتماعية . برأيك هل يتعلق ذلك بظروف موضوعية لها علاقة بالثقافة و التاريخ الاجتماعي،؟ أم إن العلة تكمن اساسا في خطاب الحركة النسوية في كردستان العراق.؟
د. ريم:
المشكلة متعلّقة بالثقافة المجتمعية المرتبطة بالموروث الديني بما يخص المرأة، وارتكاس الناس وأغلب النخب لهذا الموروث، وبالتالي، فمَن يقوم بوضع قوانين الأحوال الشخصية مثلاً هم من ضمن هذه المجموعة. التجربة النسوية تحتاج لدعم مؤسساتي مدني وحكومي لتحقيق المطالب المنشودة. بالإضافة لكونها في بعض طروحاتها قد تحمل طابعاً كلاسيكياً للمطالب وفكرة المساواة.
كورال /
هل الخطاب النسوي هو منظومة متجانسة من الافكار أم أنّ لكل مجتمع تصوره الخاص حول العدالة الجندرية؟
د. ريم:
العدالة واحدة في كل مكان، والمساواة بين الرجل والمرأة مطلب حق وضروري للخطاب النسوي في كل المجتمعات ولا يجب أن يتغيّر الخطاب بتغيُّر المجتمع.
كورال /
بناءا على السؤال الذي سبق، أيمكننا استنساخ تجارب الحركات النسوية حول العالم وفرضها كمعيار على كل حركة اجتماعية، مع الأخذ بنظر الاعتبار الاختلافات الثقافية والاقتصادية والعقائدية لكل مجتمع؟
د. ريم:
يمكننا، لكن مع تطوير الخطاب اليوم بما يتناسب مع التطور المعرفي والعلمي والفلسفي في كل مكان. أي نحن بحاجة لخطاب أقوى ومتقدّم أكثر.
كورال/
لماذا يتخلف الخطاب النسوي عن التحولات الاجتماعية في العصر الرقمي بمعنى اننا لا نلاحظ ينشر عن الحركات ما ينشر عن الحركات النسوية في الشرق الاوسط اي لا نعثر على نقد لأثر المنصات الرقمية على المكانة الاجتماعية للمرأة ، فاكثر المنصات التي يرتادها الناس هي التي تقدمها النساء في الشرق الاوسط ؟

كورال/
. يوجد نقد مستمر للحركات النسوية بانها لا تتضامن مع القضايا الجندرية ، ايمكن ان يعكس ذلك قصورا فكريا في بنية الخطاب النسوي؟
د. ريم:
نعم لأنّ الخطاب النسوي العربي لم يخرج بعد من الموروث الثقافي الديني الاجتماعي بشكل كامل، وما زال يربط مستوى التحرر والمطالبة بالمساواة بما هو مقبول إلى حدٍّ ما.
كورال/
. كيف تقيمين دور وخطاب القوى الدينية في تحجيم دور المرأة أو التقليل من شأنها في الشرق الاوسط ؟
د. ريم:
له الدور الأكبر اليوم في تعزيز ثقافة حصار المرأة وتنميط دورها ونزع عنها صفة الإنسان.
كورال/
شهدت السنوات الأخيرة هجوما عنيفا من قبل الاسلام السياسي على مصطلح الجندرة واعتباره مرادفا للشذوذ ومحاولة تشويه صورة شخصيات نسائية ، برايك ما هي الدوافع الحقيقية لهذه السلوكيات ؟
د. ريم:
الخوف والشعور بالتهديد من فكرة تحرر المرأة. هناك قلّة معرفة في عالمنا العربي بشكل عام حول مفهوم الجندر Gender، والذي هو ببساطة يعني التجربة النفسية والسلوكية للذكورة أو الأنوثة، بينما تعني الجنسانية Sexuality،الذكورة أو الأنوثة البيولوجية.
تجار الدين لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا هذا، ويشعرون بالتهديد إذا تحررت المرأة حيث ينتهي عملهم في تجهيل الناس.
كورال:. هل العلمانية هي الحل الامثل لمشاكل ومكانة المرأة في مجتمعاتنا وكيف يؤثر فصل الدين عن الدولة على تعزيز حقوق المرأة ومساواتها في المجتمع؟
د. ريم:
حتى الآن، النظام العلماني يساوي بين الناس في القانون بعيداً عن أي تصنيفات دينية، اجتماعية، عرقية، أو جنسية. فالنظام العلماني يفصل ما هو ديني عن ما هو أرضي وإنساني. الدين لا يصلح لسنّ القوانين، وكان وبالاً على المرأة وعلى الإنسان عموماً. النظام العلماني وتغيير الثقافة المجتمعية وعمل المؤسسات لحماية المرأة والطفل وإيجاد الفرص المتساوية للمرأة والرجل معاً وأهم شيء تحرير الجسد من وصمة الشرف واللاّ شرف، لأنّ الشرف هو في العقل والضمير وليس في الجسد، والمرأة ليست مسؤولة عن شرف غيرها.